لماذا يغيب عن نشاط وممارسة الحكومة، الاهتمام بمشاكل المواطنين، الذين يضطرون إلى اللجوء إلى الديوان الملكي من أجل إنصافهم، أو حل مشاكلهم .
لماذا تغيب التنمية البشرية، وتطبيق الجهوية، واللامركزية، عن الممارسة اليومية للحكومة؟ وهي المسؤولة عن السياسة العامة للبلاد، ولا يظهر لها أثر إلا بعد الخطابات الملكية السامية التي تنبه الحكومة ، وتوجهها إلى هذه المواضيع والقضايا ، باعتبارها ذات أهمية كبرى ، ولها تأثير على حياة المواطن ومستقبله .
غير أنه يلاحظ تحرك الحكومة بعد كل خطاب، فتظهر التنمية البشرية في مداولات الحكومة، وتبرز مخططات اللامركزية، وتطبيق الجهوية، بشكل مستعجل وعشوائي وارتجالي، والحال أن هذه القضايا مهمة وحاسمة ، وتحتاج إلى تخطيط وتفكير عميق، وهكذا تتصرف الحكومة كتلميذ أهمل إنجاز واجباته الدراسية، ويحاول ربح الوقت والتستر على عدم الاهتمام.
وبالمناسبة ، فقد وجه صاحب الجلالة في خطابه الحكومة إلى ضرورة البحث عن الكفاءات ، بالإضافة إلى إجراء تعديل حكومي لقيادة البلاد ، بعد وضع مشروع تنموي جديد بالمعايير، كما جاء في الخطاب الملكي.
إلا أنه ولحد الساعة ، لا مؤشرات على أي إجراءات أو اتصالات في هذا الاتجاه، مع العلم أن من حق المواطن أن يطلع على كل خطوات رئيس الحكومة بصدد التعديل الحكومي، لكونها تشكل جزءا مهما في ممارسة الديمقراطية ، اللهم إذا كان الأمر يتعلق بتوزيع الريع الحزبي .