Partager

مفهوم الديمقراطية لدى الحكومة

11.10.2018 حزب الوسط الاجتماعي  2 171   قراءة

مفهوم الديمقراطية لدى الحكومة

  • journal1.jpg
  • journal2.jpg

مما لا شك فيه ، أن الطبقة السياسية و المهتمين بتدبير الشأن العام عموما ، صفقوا فرحا لخطاب صاحب الجلالة ليوم 29 مارس 2011 ، ولمقتضيات الدستور التي قطعت مع تدبير و تسيير البلاد بحكومة مفروضة وغير منبثقة عن صناديق الاقتراع ، حيث أصبح الطموح لتدبير الشأن العام يمر عبر الانتماء الحزبي بالضرورة، أي أن رئاسة الحكومة تؤول وجوبا إلى الحزب الأغلبي .
وهذا يجعل على عاتق الحزب الأغلبي مسؤولية تدبير الشأن العام و تحديد السياسة العامة التي سينهجها خلال الفترة التي تعقب الانتخابات البرلمانية .
و طبيعي أن ما أشير إليه هو الديمقراطية بعينها ، ولكن هل الحزب الأغلبي ومن معه من الأحزاب احترموا هذا المسار  ؟
لا نملك جوابا عن هذا السؤال، ولكن نذكر المواطن ببعض خطوات ولادة الحكومة و مواقفها ، تاركين له حق الاستنتاج و الحكم  على التجربة .
بمجرد ظهور النتائج الانتخابية ، وتعين رئيس الحكومة الذي فشل في تشكيلها، اختار أحزابا معينة بناء على الإخلاص لشخصه و التبعية العمياء ، والحال أن الديمقراطية تقتضي أن ينصب النقاش حول برامج تمثل السياسة العامة التي ستطبق خلال هذه الفترة ، و ظل متشبثا بموقفه الشاذ إلى أن تم إعفاؤه.
هل فعلا تم تطبيق الدستور ؟
 
وفي المرحلة الموالية، انصب النقاش حول إشراك أحزاب بعدما تم رفضها     سابقا ، وأشخاص من مختلف الاتجاهات ، الشيء الذي خضع له الرئيس الجديد ، وأصبح الحزب الأغلبي ضعيفا في حكومة لا تنفذ توجهات و برنامج حزبه الأغلبي .
علما أن مخاض التشكيل الحكومي لم يعرف نقاشا سياسيا حول طموح و برنامج الأحزاب المشكلة للحكومة ، بل اقتصر على تقسيم المناصب كغنائم و مكافئات .
ومن حق المواطن أن يتساءل عن مصير العناء و الملايير التي أنفقت في الانتخابات لتكون النتيجة توظيف حفنة من الأشخاص .
هل فعلا يحس المواطن بأن هؤلاء ديمقراطيون و يطبقون الدستور، مما يجعله يطمئن للذهاب لصناديق الاقتراع مستقبلا ؟
وباختصار، و تتويجا للمسار اللاديمقراطي للحزب الأغلبي، خرج أحد فعاليات الحكومة، وصرح بأن البلاد تتعرض للتخريب الممنهج من طرف الحزب الأغلبي، وهذا يشكل تصريحا خطيرا يتعارض مع مقتضيات الفصل 93 من الدستور الذي يجعل الوزراء متضامنين في تدبير الشأن العام .
وأن هذا التصريح لو كنا فعلا نمارس الديمقراطية الحقيقية، و لو كان هؤلاء ديمقراطيون يحترمون الإرادة الشعبية ، لقدموا استقالتهم جماعيا .
و الحال أنهم بصدد تسوية و ترميم الوضعية على (مخفية كسكس) ، و ضحكات صفراء ، فلتذهب الديمقراطية ، و إرادة المواطن إلى الجحيم  .